مع بزوغ فجر الأربعاء 23 سبتمبر/أيلول، توجه أكثر من مليوني حاج لأداء الركن الأعظم في الحج وهو الوقوف على جبل عرفات.
بالتزامن مع ذلك بدأت عمليات التجهيز للكسوة الجديدة للكعبة، ليتم نقلها بعد صلاة الفجر إلى المسجد الحرام، وترتدي الكعبة حلة جديدة مصنوعة من الحرير الخالص ومطرزة بأسماء الله الحسنى من أسلاك الذهب والفضة.
هذا واستعد أكثر من 2100 من رجال الدفاع المدني لاستقبال الحجاج في مشعر عرفة، حيث أوضح عبد الرحمن الزهراني قائد الدفاع المدني في عرفة أن فرق الحماية المدنية ودوريات السلامة أنهت أعمال المسح الوقائي لجميع مخيمات عرفات، قبيل بدء صعود الحجاج إلى المشعر.
وكانت مواكب الحجاج قد أكملت وصولها الثلاثاء إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية منسك الحج الأول الفعلي.
ووصل مليون و 400 ألف حاج من خارج المملكة العربية السعودية إلى مكة المكرمة بينهم 168 ألفا من إندونيسيا، وهو أكبر حشد على الإطلاق من دولة واحدة، فيما يشكل السعوديون والمقيمون في المملكة بقية الحجاج (مليونا).
وذكرت وزارة الداخلية السعودية أنها نشرت 100 ألف عنصر من قواتها الأمنية في مختلف مواقع الحج، مؤكدة أنها ستستعين بنحو 5 آلاف جهاز تصوير (كاميرا) لمراقبة نشاط الحجاج من أجل ضمان أمنهم وسلامتهم، وكذلك للحيلولة دون وقوع أعمال عنف أوعمليات إرهابية جراء التوتر الشديد الذي يشهده العالم الإسلامي.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن صعود الحجاج لمشعر منى بدأ بعد صلاة العشاء ليلة أمس ويستمر حتى قبل ظهر اليوم، وحصل وفق ترتيب محكم نظمته قوات الأمن العام، مؤكدا سلامة الحجاج في خطة الصعود لمنى لقضاء هذا اليوم “التروية”، تمهيداً لصعودهم مشعر عرفات فجر يوم غد الأربعاء التاسع من ذي الحجة.
وقال التركي “وصل الحجاج بتوفيق الله تعالى لمشعر منى وهم يقيمون الآن في الخيام المعدة لهم، ومنهم من توجه لمشعر عرفات ولازال هناك بعض الحجاج في مكة المكرمة خاصة الذين يتوجهون مباشرة إلى عرفات وسيستمر صعودهم على فترات مختلفة اليوم كل حسب رغبته وعلى حسب الوقت الذي يرغب بالتحرك فيه للوصول إلى عرفات”.
وتسعى الجهات السعودية الحكومية والخاصة المعنية لخدمة الحجاج وفي تقديم أفضل خدماتها لضيوف الرحمن، فوزارة الصحة تقدم خدماتها الصحية والطبية خلال موسم الحج لهذا العام عبر الآلاف من الأطباء والكوادر الطبية الذين يعملون في عشرات المستشفيات من مناطق المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، إلى جانب خطة الطوارئ الخاصة بجسر الجمرات التي تعتمد على الوجود الميداني بجوار الجسر من خلال فرق طبية مجهزة بكامل مستلزماتها وسيارات إسعاف إضافة إلى المراكز الصحية الموسمية الستة الموجودة على جسر الجمرات.
وتشارك وزارة الصحة السعودية مع الجهات ذات العلاقة في تنفيذ خطة الطوارئ العامة للتعامل مع الحالات الطارئة، التي قد تحدث خلال وقوف الحجاج بعرفة أو نفرهم منها أو على جسر الجمرات وتدريب أفراد الدفاع المدني وقوات الأمن الخاصة على بعض الإسعافات الأولية وطرق نقل المصابين.
أما هيئة الهلال الأحمر السعودي فتقدم خدماتها الإسعافية عبر الآلاف من الأفراد الموظفين لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
الجدير بالذكر أن السلطات السعودية قررت منح المصابين في “حادثة الرافعة” الذين لن يتمكنوا من أداء مناسك الحج العام الحالي نتيجة الإصابة إمكانية الحج العام المقبل دون تكاليف.
وسيبدأ حجاج بيت الله الحرام مع آذان المغرب غدًا بالنفر إلى المزدلفة (المشعر الحرام)، حيث يصلون فيها المغرب والعشاء جمع تأخير، ثم بعد ذلك يبدأون بجمع الحصى لرمى الجمرات خلال أيام التشريق الثلاثة،
ويقضون ليلتهم في المزدلفة حتى يصلون الفجر اقتداء بسنة رسول الله محمد (ص)، بعدها يتوجهون إلى مشعر منى لرمى جمرة العقبة الكبرى بعد زوال شمس يوم النحر العاشر من ذي الحجة (يوم العيد)، ثم يتوجه الحجاج بعد ذلك إلى الحرم المكي الشريف بعد أن تكون الكعبة المشرفة قد ارتدت حلتها الجديدة (أحرمت) ليقوموا بالطواف والسعي فقط بالنسبة للمفرد، بينما يقوم البعض الآخر بالعودة إلى المخيمات في مشعر منى لاستكمال إقامته خلال أيام التشريق الثلاثة.
المصدر: وكالات