هديل غبّون
عمّان، الأردن (CNN) — أعلنت نقابة المعلمين الأردنيين الخميس، تنفيذها لإضراب عام يوم الأحد المقبل، بعد منع الحكومة منتسبيها من تنفيذ وقفة احتجاجية “سلمية” أعلنوا عنها في وقت سابق للمطالبة بالحصول على نسبة 50% كعلاوة مهنة، في العاصمة الأردنية، عمان، والتي شهدت على مدار نحو سبع ساعات تعطلا شبه كامل للحياة العامة وإغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الدوار.
وزحف الآلاف من منتسبي النقابة التي يقدر عددهم بنحو 80 ألف من مختلف محافظات المملكة باتجاه الرابع، الذي أغلقت السلطات الأردنية جميع الطرق المؤدية له بالكامل، ما أدى إلى تعطّل حركة المرور، وحدوث احتكاكات بين قوات الأمن الأردنية والمعلمين خلال محاولاتهم الوصول إلى الرابع، وسط إطلاق قنابل غاز مسيلة للدموع لتفريقهم.
واحتجب رئيس الوزراء الاردني الدكتور عمر الرزاز وفريقه الوزاري عن التصريحات الرسمية لساعات للتعليق على الحدث، فيما صدر بيان وصلت CNN بالعربية نسخة منه من إعلام رئاسة الوزراء، أكدت فيه التزامها بالحوار، والتفاعل مع مطالب المعلمين مع مراعاة المصلحة الوطنية .
وقالت الحكومة في بيانها إن “العديد من اللقاءات عقدت مع مجلس نقابة المعلمين للتوصل إلى حلول وتمخض عنها إقرار علاوات تصل إلى 250 في المائة مقترنة بنوعية الأداء وصادق مجلس النقابة السابق عليها”.
وحذرت الحكومة في بيانها، مما وصفته بـ”محاولات لاستغلال اعتصام المعلمين” لصالح أجندات أو مصالح خارج نطاق “مطالب النقابة”، فيما أكد وزير التربية والتعليم في الحكومة وليد المعاني، في تصريحات صحفية عديدة، التزام الحكومة بالحوار البناء.
ويعتبر حراك المعلمين، هو الأول منذ احتجاجات الربيع العربي، التي نجحت في تحقيق عدة إصلاحات سياسية، من أهمها إعادة تأسيس نقابة المعلمين في 2011.
وتبادلت نقابة المعلمين والسلطات الرسمية الاتهامات بشأن تعطيل الحياة العامة الخميس، وحمّل محافظ العاصمة سعد شهاب، في تصريح عبر وكالة الأنباء “بترا” نقابة المعلمين مسؤولية الاختناقات المرورية، مبينا أن الاغلاقات التي فرضتها الحكومة على المناطق المؤدية للرابع، جاءت بسبب “إصرار” المعلمين على الاعتصام عند الرابع، فيما أعلنت الحكومة سماحها للاحتجاج فقط، مقابل البرلمان الأردني.
ويأتي تصعيد المعلمين بعد أيام أيضا من وفاة نقيبهم في حادث سير جنوب المملكة كان قد سبقه إعلان خطة النقابة التصعيدية للمطالبة بعلاوة المهنة، التي تعتبرها النقابة استحقاقا منذ العام 2014 بموجب اتفاق مع الحكومة آنذاك.
ورصدت CNN بالعربية عدة مشاهد من انتشار حشود من المعلمين في عدة مواقع في العاصمة في محيط الدوار الرابع خاصة في منطقة جسر عبدون القريبة منه، فيما أصدرت القوات المسلحة الأردنية “بيانا” نفت فيه ما تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي حول ما قالت إنه “ظهور الجيش على جسر عبدون”، مؤكدة أنه عار عن الصحة تماماً.
من جهته، قال ناصر النواصرة، نائب نقيب المعلمين، القائم بأعمال النقيب، في تصريحات خاصة لموقع CNN بالعربية، إنه لم يتواصل “أي مسؤول حكومي” بشكل مباشر مع مجلس نقابة المعلمين لفتح حوار، أو النقاش حول المطالب أو تطورات القضية.
وبين النواصرة، أن النقابة أرسلت عدة مخاطبات لرئيس الحكومة الرزاز في شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران لطلب عقد لقاءات حول العلاوة وملفات عديدة، دون أية ردود، وأن الخلاف حول “علاوة المهنة وليس موقع الاحتجاج”.
وعن إعلان الاضراب، قال النواصرة إنه جاء بعد “تعنت” الحكومة ورفضها الوصول إلى منطقة الدوار الرابع لتنفيذ الوقفة “الاحتجاجية السلمية” وإقامة صلاة الغائب على روح النقيب، قائلا إن عشرات المعلمين تعرضوا “للاعتقال” والاعتداء، مبينا أن عدد من المحامين باشروا في إجراءات متابعة طلب الافراج عنهم.