دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن بلاده مستعدة للسماح لتركيا بتفتيش قنصلية المملكة في اسطنبول للبحث عن الصحفي والإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، الذي اختفى بعد زيارته إليها.
وجاءت تصريحات الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة نشرتها وكالة “بلومبرج”، الجمعة، لافتة إلى أنها أجريت معه، الأربعاء، في قصر ملكي بالرياض، حيث قال خلالها: “المبنى (القنصلية) أرض ذات سيادة، لكننا سنسمح لهم بالدخول والبحث والتفتيش على ما يريدون” و”ليس لدينا ما نخفيه”.
وسلطت وكالة بلومبرج الضوء على “خاشقجي، الذي كان يعيش في منفى اختياري خلال العام الماضي”، مضيفة أنه “فقد منذ الثلاثاء. وتقول خطيبته وأصدقاؤه إنهم يخشون أن يكون قد تم احتجازه أو اختطافه بسبب انتقاده للحكومة، وتعتقد السلطات التركية أنه لا يزال داخل القنصلية. غير أن الأمير قال إن خاشقجي غادر المبنى بعد فترة طويلة من دخوله”.
وعلى صعيد متصل، نقلت وكالة بلومبرج، قول الأمير محمد بن سلمان إن “السلطات احتجزت حوالي 1500 شخص على مدار السنوات الثلاث الماضية لأسباب تتعلق بالأمن القومي وليس كجزء من حملة قمع المعارضة”، معتبرا أن “العدد يتضاءل بالمقارنة مع تركيا، حيث قام الرئيس رجب طيب أردوغان بحبس عشرات الآلاف منذ الانقلاب الفاشل ضده في عام 2016”.
ورد الأمير محمد بن سلمان عندما سئل عن الانتقاد بشأن “الاعتقالات” في بلاده، بقوله: “لم أدع نفسي مصلحا للمملكة العربية السعودية” و”أنا ولي عهد المملكة العربية السعودية وأنا أحاول أن أفعل أفضل ما يمكنني القيام به من خلال موقفي”، معلنا أن “غير قلق بشأن صورته في الخارج”، وفقا لما نقلته وكالة “بلومبرج”.
وأضاف: “لا يهمني كيف ينظر العالم إلي، بقدر ما يهمني ما يخدم مصلحة البلاد والشعب السعودي”، و”أيا ما كان يخدم الشعب السعودي والمملكة العربية السعودية كدولة ، سأفعله بكل قوة”. وقال الأمير محمد بن سلمان إن الحركات من أجل التغيير في جميع أنحاء العالم قد جاءت “بثمن”. وأضاف أن إنهاء العبودية في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، كان ممكنا فقط بعد الحرب الأهلية.
وتابع: “نحن هنا نحاول التخلص من التطرف والإرهاب دون حرب أهلية، دون إيقاف نمو البلاد” و”إذا كان هناك ثمن صغير في هذا المجال، فإنه أفضل من دفع دين كبير للقيام بهذه الخطوة”.
واتهم الأمير محمد بن سلمان “بعض من تم القبض عليهم بتقديم معلومات لوكالات استخباراتية ذات الصلة بقطر وإيران”، وقال إن “الحكومة لديها أدلة بما في ذلك أشرطة الفيديو والمكالمات المسجلة”. كما رفض “مزاعم بأن الاعتقالات خلقت جواً من الخوف في الداخل”، قائلا إن “أفعاله تحظى بتأييد كاسح بين السعوديين”، حسب تعبيره.
وعندما سئل الأمير محمد بن سلمان في المقابلة عما إذا كان خاشقجي يواجه تهماً في السعودية، قال إنه من المهم أولاً اكتشاف مكان خاشقجي، وقال: “إذا كان في المملكة العربية السعودية، فإنني سأعرف ذلك”، حسب قوله.