واشنطن (CNN)– قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الإثنين، إنه “قلق” من التقارير التي تحدثت عن اختفاء الصحفي والإعلامي السعودي جمال خاشقجي، وهو كاتب بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وقال ترامب: “أشعر بالقلق حيال ذلك ولا أحب أن أسمع عن الأمر، ونأمل أن يُحل ذلك. لا أحد يعرف أي شيء عن الأمر الآن، لكن هناك بعض القصص السيئة للغاية، لا أحب ذلك”.
وتزامنت تصريحات ترامب مع إنكار شديد من سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، الذي قال إن الادعاءات بأن خاشقجي قد قُتل أو احتجز من قبل السلطات السعودية “زائفة تماما، ولا أساس لها”، وفقا لبيان حصلت عليه CNN.
وجاء في البيان أن “هناك العديد من الحقائق المتعلقة بمكان وجوده والتي من المأمول أن يتم الكشف عنها من خلال التحقيقات الجارية. على الرغم من ذلك، شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية تسريبات خبيثة وشائعات قاتمة تحلق حول مكان ومصير جمال”.
اقرأ أيضا:
- متحدث باسم الحكومة البريطانية يعلّق على اختفاء جمال خاشقجي
- ضمن التحقيق باختفاء خاشقجي.. تركيا تطلب من السعودية السماح لها بتفتيش قنصليتها
- تركيا تستدعي سفير السعودية للمرة الثانية: نتوقع “تعاونا كاملا” بشأن جمال خاشقجي
وأضاف الأمير خالد بن سلمان: “أؤكد لكم أن التقارير التي تشير إلى أن جمال خاشقجي قد اختفى في القنصلية في اسطنبول أو أن سلطات المملكة احتجزته أو قتلته هي زائفة تماما ولا أساس لها من الصحة”.
بدوره، علق نائب الرئيس مايك بنس أيضاً على اختفاء خاشقجي، قائلاً على موقع “تويتر”: “منزعج بشدة لسماع تقارير حول الصحفي السعودي جمال خاشقجي. إذا كان هذا صحيحاً، فهذا يوم مأساوي. العنف ضد الصحفيين في جميع أنحاء العالم يشكل تهديداً لحرية الصحافة وحقوق الإنسان ، العالم الحر يستحق إجابات”، خسب تعبيره.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعلق فيها ترامب بشأن خاشقجي، الذي شوهد للمرة الأخيرة في القنصلية السعودية في اسطنبول، الثلاثاء الماضي.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد قال في وقت سابق الإثنين، إنه على السعودية أن تثبت أن خاشقجي قد ترك القنصلية السعودية في اسطنبول، موضحا في مؤتمر صحفي ببودابست: “دخل القنصلية العام بنفسه، وإذا دخل بنفسه وإذا لم يخرج فإنه يجب اثبات ذلك بالطبع من القنصلية العامة”.
وقال أردوغان إنه “ينبغي أن يكون لدى القنصلية السعودية كاميرات مراقبة، ويجب أن تكون قادرة على عرض شريط فيديو خاشقجي وهو يغادر المبنى”. وذكر أنه لا توجد وثائق أو أدلة أخرى تشير إلى مغادرة الصحفي.
وقال مسؤولون أتراك لصحيفة “واشنطن بوست” ووكالة أنباء رويترز، السبت الماضي، إن خاشقجي قتل داخل القنصلية. ولم يقدم المسؤولون حتى الآن أي دليل أو تفاصيل حول كيفية وصولهم إلى هذا الاستنتاج.
كما قال أردوغان للصحفيين في أنقرة عن الواقعة في تصريحات أدلى بها، الأحد الماضي: “أنا أتابعها كرئيس للجمهورية التركية”، مؤكدا أنه كان يعرف خاشقجي لبعض الوقت واعتبره “صديقا”، لافتا إلى أن وزارة العدل ورئيس الادعاء في اسطنبول “بدأوا تحقيقا والجهود مستمرة”. ويجري التحقيق في مداخل ومخارج المطار.
وذكر أنه “في الوقت الحالي هناك أشخاص معينين وصلوا من السعودية. ويقوم كبير المحققين لدينا بالتحقيق في كل شيء في هذا الأمر”.
ودخل خاشقجي، الذي غادر السعودية عام 2017، قنصلية بلاده، الثلاثاء الماضي، للحصول على وثائق عن زواجه المرتقب بينما كانت خطيبته التركية تنتظر في الخارج. وتقول إنها لم تره أبدا مرة أخرى. وقال مسؤول سعودي إن خاشقجي غادر القنصلية بعد وقت قصير من زيارته. لكن السعوديين لم يفرجوا عن أي لقطات للمراقبة أو أدلة أخرى.
وكشفت CNN، الأحد، أن حكومة الولايات المتحدة تعمل بهدوء في قضية خاشقجي عبر عدة وكالات وعلى مستويات الإدارة العليا. وقال اثنان من كبار المسؤولين في إدارة البلاد إن الإدارة الأمريكية “ليس لديها معلومات يمكن التحقق منها لتأكيد مزاعم الحكومة التركية بأن خاشقجي قد قُتل، لكن الولايات المتحدة تسعى للحصول على إجابات عن مكان وجوده، وتتحدث إلى مستويات عليا من الحكومة السعودية”.
“حب” ترامب و”اختفاء” خاشقجي وطرح أرامكو.. إليكم أبرز تصريحات محمد بن سلمان
وفي تصريح لشبكة CNN قال سفير السعودية لدى الولايات المتحدة إن المحققين السعوديين يعملون مع السلطات التركية لتحديد ما حدث لخاشقجي.
وأضاف أن “جمال هو مواطن سعودي تمثل سلامته وأمنه أولوية قصوى بالنسبة للمملكة، كما هو الحال مع أي مواطن آخر. لن ندخر جهداً لتحديد مكانه، تماماً كما لو كان أي مواطن سعودي آخر”.
وقد وضعت هذه الحادثة في بؤرة اهتمام حملة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على المنشقين، وعلاقته الحساسة مع تركيا ونفوذ خاشقجي داخل البلاط الملكي.