(CNN)– رجل ثوري، هذه هي الصورة التي كان عبدالعزيز بوتفليقة يرى عليها يوماً ما. فكمحارب سابق للحرية، فقد ساعد في إنهاء الحكم الاستعماري الفرنسي للجزائر في أواسط القرن العشرين، لكن مسيرته السياسية انتهت بطريقة مختلفة جداً.
إذ أن القائد ذو الـ82 عاماً تنحى عن الرئاسة في الثاني من أبريل نيسان. بعد أسابيع من المظاهرات ضد خططه بالترشح لفترة رئاسية خامسة، رغم ظهوره الشحيح علناً منذ تعرضه لسكتة دماغية قبل قرابة 5 سنوات.
انتخب بوتفليقة أول مرة في تصويت مثير للجدل في 1999. كان هذا بعد 7 سنوات طويلة من الحرب الأهلية راح ضحيتها 150 ألف جزائري. وقدم بوتفليقة العفو للمسلحين مقابل السلام. ورغم أن السلام لم يحدث بين ليلة وضحاها إلا أن العديد من المقاتلين وضعوا أسلحتهم جانباً.
كما ساعد بوتفليقة في جلب نفس جديد للاقتصاد. إذ ظهرت متاجر ومراكز تسوق جديدة وأغلبها موّلت بعوائد قطاع النفط والغاز. وينسب الفضل أيضاً إلى بوتفليقة في إعادة انفتاح الجزائر على العالم. إذ ظهر كحليف للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب، في عام 2001 انتقد بوتفليقة بعد قمع قوات الأمن لمتظاهرين من البربر ممن كانوا يسعون للحصول على حقوق أكثر. الأمر الذي قاموا به مجدداً بعد عقد من الزمن، بجانب غيرهم من الجزائريين، الذين طالبوا بالمزيد من الحرية خلال الربيع العربي. غير أن بوتفليقة تمكن من النجاة.
وكذلك كان الحال بالنسبة “للإسلام المسلح” في الجزائر. إذ أن سلسلة من التفجيرات هزت العاصمة الجزائر في هجوم عام 2007 تبنت مسؤوليته فرع تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا. وفي 2013 قتل عشرات الرهائن في هجوم إرهابي على منشأة للغاز في الجنوب. وفي 2014 نحر مسلحون موالون لفكر داعش سائحاً فرنسياً.
وفاز بوتفليقة بولاية رابعة في نفس العام، والتي كانت الأخيرة له أيضاً. خليفته الآن سيرث عضواً غنياً بالنفط في أوبك وعلى مشارف أوروبا، في محاولة لوضع حد “للإسلام المسلح” في البلاد.