ألمحت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” إلى احتمال إرسال قوات برية إلى سورية، لدعم المقاتلين الذين ستقوم بتدريبهم في إطار برنامج تدريب وتسليح المعارضة.
وأعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي أنه ربما يتم في النهاية إرسال وحدات من القوات الخاصة الأميركية إلى سورية لمؤازرة مقاتلي المعارضة المعتدلة. وقال أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ “في حال طلبت القيادة الميدانية مني أو من وزير الدفاع إرسال قوات خاصة لمؤازرة العراقيين أو القوات السورية الجديدة، وفي حال وجدنا أن هذا الأمر ضروري لتحقيق أهدافنا، عندها سيكون هذا ما سنطلبه من الرئيس باراك أوباما”.ومع أن مسؤولا في البنتاجون قلل من شأن هذا التصريح، مؤكدا أن الجنرال ديمبسي لم يغير موقفه البتة بشأن الوضع في سورية، إلا أن مصادر داخل الوزارة قالت إن التعامل مع الوضع السوري يتم حسب الظروف على الأرض، وأنه لا توجد سياسة ثابتة، بل تتغير بحسب تغير الوضع على الأرض. وكان ديمبسي أدلى بتصريح مماثل، ولكن خص فيه حصرا العراق.
إلى ذلك، عرضت الولايات المتحدة على شركائها في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدين استخدام غاز الكلور في النزاع السوري، ويهدد بفرض عقوبات على مستخدميه، ولكن من دون أن تتهم صراحة النظام السوري بذلك. وأفاد ديبلوماسيون أن أعضاء المجلس الـ15 بدؤوا أمس، على مستوى الخبراء، مناقشة هذا النص الذي تأمل واشنطن إقراره اليوم.
ويتضمن مشروع القرار إشارة إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز لمجلس الأمن اتخاذ تدابير قهرية تصل إلى حد استخدام القوة العسكرية لفرض تطبيق قراراته. وبحسب مشروع القرار فإن مجلس الأمن “يقرر في حال عدم احترام القرارات السابقة الصادرة عنه التي تحظر استخدام الأسلحة الكيماوية اتخاذ تدابير بموجب الفصل السابع”.
ومع أن النص لا يحدد من هم المسؤولون عن استخدام غاز الكلور في سورية، إلا أن التقرير نقل عن شهود عدة قولهم إن قنابل الغاز ألقيت من مروحيات، علما أن قوات النظام السوري تملك وحدها هذه الطائرات.
في سياق ميداني، سارع النظام السوري للانتقام من مقتل العشرات من جنوده أول من أمس على أيدي الثوار الذين فجروا نفقا أسفل مبنى المخابرات الجوية، إذ ألقى الطيران الحربي أمس برميلا متفجرا على حي خاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حلب، ما أدى إلى مقتل 18 مدنيا على الأقل وإصابة العشرات بجروح، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال إن جثث ثمانية من القتلى تفحمت تماما، وإن القصف استهدف حي قاضي عسكر في شرق المدينة.
وأضاف مدير المرصد رامي عبدالرحمن في تصريحات صحفية أن البرميل استهدف نقطة تجمع في الحي يقصدها الأهالي لبيع وشراء مادة المازوت.
ووقع القصف الجوي بعد يوم من مقتل تسعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال وامرأة في قصف استهدف القسم الخاضع لسيطرة النظام في المدينة.