مصادر لـCNN: أجواء توافقية بحضور السعودية وسوريا في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي

مصادر لـCNN: أجواء توافقية بحضور السعودية وسوريا في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي

هديل غبون
عمان، الأردن (CNN) — لفتت مشاركة سوريا الأنظار في افتتاح أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في دورته الـ29 والتي انطلقت أعمالها صباح الأحد في العاصمة الأردنية، عمّان، وسط توافقات غير معلنة لتنحية الخلافات العربية لصالح دعم القضية الفلسطينية والقدس التي حددت ضمن جدول أعمال المؤتمر كبند وحيد وفق ما أعلن عنه رئيس الاتحاد، ورئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال.  

ويعتبر هذا أول اجتماع للمؤتمر بحضور جميع  ممثلي المجالس النيابية المنتخبة في الدول العربية منذ 15 عاما وحضره رؤساء 17 برلمانا عربيا، في حين غاب الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي كان من المقرر أن تخصص له كلمة في الافتتاح، وسط ترجيح مصادر أن الغياب مرده تجنب “مواجهة سوريا”، وفق ما ذكرته مصادر برلمانية للموقع.

وعلى المستوى التنظيمي للجهة المستضيفة، عمل رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة بـ”ديناميكية قصوى” لإنجاح أعمال المؤتمر وفقا لمصادر رفيعة قالت لموقع CNN بالعربية، وذلك بهدف الخروج بصيغة توافقية بشأن القدس و”القضية الفلسطينية” باعتبارها القضية المحورية في المنطقة والتصدي لـ”الانتهاكات” الاسرائيلية ضد المقدسات، دون أن يتطرق المشاركون للخطر الإيراني.

ووجه الطراونة عدة رسائل سياسية باسم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، من أبرزها توجيهه لتهنئة إلى دولة العراق بـ”نصرها في الحرب على الإرهاب” ونجاح العملية السياسية، فيما حملت الرسالة المتعلقة بدعوته للتحرك الفاعل اتجاه سوريا الرسالة الثانية الأبرز، قائلا إنه لابد من التوصل إلى حل سياسي يعيد إلى سوريا دورها في المنطقة، “كركن من أركان العمل العربي المشترك”، على حد تعبيره. 

في الأثناء، قال رئيس مجلس الشعب السوري حمودة الصباغ في تصريحات مقتضبة لوسائل الإعلام حول مشاركة وفد سوريا في المؤتمر للمرة الأولى منذ الأزمة السورية في 2011، إن سوريا طالما كانت “قلب العروبة النابض وحاضرة في كل المحافل والمؤسس لكل المؤتمرات والاجتماعات العربية”.

واعتبر الصباغ أن مشاركة سوريا في المؤتمر ووجودها بين “الاشقاء في الأردن وبين المحبين هو أمر طبيعي”، وأضاف قائلا حول تطلعات سوريا للعودة إلى الجامعة العربية: “سوريا تخطو خطوات قوية نحو النصر النهائي وهناك إنجازات كثيرة تحققت والحمد لله نقول دائما كما يقول الرئيس بشار الاسد نحن ننظر إلى الأمام دائما نحن متفائلون دائما”.

ومن جهته قال عضو الوفد البرلماني السوري المشارك، حامد حسن، إن هذه المشاركة هامة جدا، ولطالما كانت في صلب العمل العربي، وأضاف في تصريحات لموقع CNN بالعربية: “مقر الاتحاد وتأسيسه في دمشق وبقي لسنوات في دمشق، من الطبيعي أن تشارك سوريا اليوم في المؤتمر ومن غير الطبيعي ألا تشارك خلال الفترات التي مضت، ووجود المؤتمر في الاردن هو عامل إضافي لأن العلاقات بين الأردن وسوريا تاريخية”.

من جهتها، كشفت مصادر رفيعة أيضا لموقعنا عن عقد جلسة تشاورية امتدت إلى نحو 3 ساعات من الزمن عشية انطلاق المؤتمر بحضور رؤساء جميع الوفود المشاركة، وسط تأكيدات أن حالة غير مسبوقة من التوافقية سادت أجواء اللقاء بما في ذلك المواقف التي عبرت عنها وفود السعودية والإمارات وسوريا البرلمانية اتجاه العمل العربي المشترك.

ووفقا للمصادر، فقد رحبت كل من السعودية والإمارات بمواصلة دعم بناء مقر الاتحاد البرلماني العربي في دمشق الذي جمد العمل به منذ سنوات ليحل محله مقر مؤقت في العاصمة اللبنانية بيروت.

ونقلت المصادر عن الاجتماع، توجيه سوريا لعدة رسائل سياسية عبر عبارة كررها رئيس مجلس الشعب الصباغ مرارا أن سوريا “لن تعود إلى الخلف”، فيما لم تظهر أية توترات خلال اللقاء.

وقالت مصادر أخرى لـCNN إن رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم دعا خلال اللقاء التشاوري لإضافة بند في البيان الختامي يدعو لاتخاذ موقف صارم من أي توجهات لـ”تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل”.

Post Author: Editor