في بيروت.. بين الرقص وحملات دفاع عن حقوق المثليين

في بيروت.. بين الرقص وحملات دفاع عن حقوق المثليين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – في ظل الانتقادات السلبية و”أحكام الإعدام” التي يفرضها المجتمع عليهم، لا يكشف معظم مثليّي الجنس عن ميولهم، خوفاً من قوة “الصفعة” التي سيتلقونها من مجتمعاتهم. وفي لبنان، بالتحديد، لطالما كان موضوع المثلية الجنسية يعاني من وضع قانوني معقد.

لطالما كان يبتكر المثليون في لبنان طرقاً جديدة للتعبير عن أنفسهم. هويدي سعد، كان الشخص الأول الذي استخدم الرقص طريقة للتعبير عن نفسه.

قبل سبع سنوات، بدأ سعد بتعلم رقص الـ “فوغ” بعد مشاهدته للفيلم الوثائقي “باريس تحترق” في تسعينيات القرن الماضي. ولم يؤد رقصاته في أمريكا، وإنما في عاصمة لبنان، بيروت. وإلى جانب ذلك، قدم طالب الطب البيطري، البالغ من العمر 23 عاماً، دروس رقص خلال السنوات الأربع الماضية.

ولمن لا يعرف رقصة “فوغ”، هي رقصة ظهرت في أمريكا للمرة الأولى، نسبة إلى مجلة “فوغ”، واستوحيت حركات الرقصة من وضعيات عارضي الأزياء. وأوضح سعد أن رقص الـ “فوغ” يساعده على بناء شخصية قوية لمواجهة العالم دون أي خوف، إذ قال “أشعر أنني أنتمي إلى مكان ما، وأنا لست وحيداً”.

وتنص المادة 534 من قانون العقوبات اللبناني على أن العلاقات الجنسية “المخالفة لمسار الطبيعة” يمكن أن تتعرض لعقوبة تصل إلى مدة سنة في السجن. ولكن، قضت محكمة الاستئناف في البلاد، في يوليو/ تموز، بأن ممارسة الجنس بالتراضي بين شخصين من الجنس ذاته، قانونية.

وتلقى سعد ردود فعل إيجابية من المجتمع، إذ أشار إلى أن العديد من الأماكن في بيروت صديقة للمثليين، كما أن العديد من المنظمات غير الحكومية تعمل على تقبل المثليين في مجتمعاتهم.

ولكن، لا يخلو الأمر من ردود الفعل المعاكسة، إذ لطالما سمعت رائدة الأعمال، كيم معوض، عن التعليقات السلبية التي يتلقاها مثليو الجنس بسبب مظهرهم أو طريقة انتقائهم لملابسهم. ففي العام 2017، افتتحت معوض، البالغة من العمر 30 عاماً، بوتيك “أوت بيوتي” في بيروت، بهدف خلق ملاذ آمن لمجتمع مثليي الجنس.

بوتيك

 

وكان شقيق معوض، جوي، هو الدافع الأساسي لافتتاح البوتيك، وذلك بعد أن عزل نفسه خلال السنوات الـ 24 الأولى من حياته لأنه مثلي الجنس.

وقال مؤسس حملة “بيروت برايد”، هادي دايمان، إن “حياة أي شخص لبناني مثلي الجنس تشبه حياة أي مواطن لبناني آخر في بيروت، ولكن الاختلاف هو تعبيرات الكراهية والتمييز بسبب ميولهم الجنسية”.

ويُشار إلى أن “بيروت برايد” تتألف من سلسلة من الأحداث الاجتماعية والثقافية. ففي مايو/ أيّار من العام 2018، اعتقل داميان، حينما كان رئيساً للحملة، وجرى استجوابه بتهمة تنسيق وتنظيم نشاطات تعطل النظام العام للبلاد.

وقال داميان إن الترجمة العربية لحملة “بيروت برايد”، الموجهة للسلطات، قد عُممت على تطبيق “الواتساب”. كما أوضح أنه وقع على تعهد يقر بأنه كان على علمٍ بقرار السلطات في إلغاء نشاطات الحملة. ولكنها، استمرت بعد أن كانت قيد التعليق، إذ قال داميان إن “بيروت برايد” تعمل مع مجموعات جديدة لمشاريع مستقبلية.

ورحب المجتمع المثلي بالحكم الجديد الذي يهدف إلى التغيير في حقوق المثليين في البلاد. وقال المدير التنفيذي للمؤسسة العربية للحريات والمساواة، جورج قزي، إنه يأمل أن تكون هذه أكثر من ممارسة شائعة.

وفي الانتخابات اللبنانية التي أجريت في مايو/ أيّار من هذا العام، دافع المرشحون عن حقوق المثليين للمرة الأولى. وكانت مقاعد الانتخابات من نصيب 4 أشخاص يدعمون مجتمع المثليين علناً. وأشار قزي إلى أنه من غير المعروف ما إذا كان دعمهم لحقوق المثليين قد لعب دوراً في تأهلهم.

في نهاية المطاف، يقول داميان إن حكم المحكمة الجديد يبعث بـ “الأمل والعزم”، مضيفاً “لا يمكننا المضي قدماً إذا لم نثقف أنفسنا باستمرار”. لذا يجب “احتضان التنوع، والتركيز على ما يجمعنا”.

Post Author: Editor