في سابقة هي الأولى لتاريخ الولايات المتحدة أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه عين جينا هاسبيل مديرا جديدا لوكالة الاستخبارات المركزية لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب المهم.
وستحل هاسبيل محل مايك بومبيو، المدير السابق لـCIA، الذي شغل منصب نائبه في الوكالة وتم تعيينه وزيرا جديدا للخارجية بدل ريكس تيلرسون، الذي أقاله ترامب.
وقالت هاسبيل، في أول تعليق رسمي على تعيينها: “بعد 30 عاما من العمل كضابط في CIA كنت أتشرف بشغل منصب نائب مدير الوكالة تحت قيادة مايك بومبيو. إنني أشكر الرئيس ترامب على إمكانية أن أصبح المدير التالي لـCIA وأقدر ثقته بي”.
وبدأت جينا هاسبيل، وهي من مواليد عام 1956، مسيرتها الاحترافية في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عام 1985، وقضت الجزء الأكبر من هذا الوقت بأداء عملها خارج الولايات المتحدة في إطار الهيئة الوطنية السرية، المسؤولة عن جمع المعلومات الاستخباراتية وتدبير العمليات السرية الخاصة.
وشغلت مناصب نائب مدير الهيئة الوطنية السرية، ونائب مدير الهيئة الوطنية السرية للاستخبارات الخارجية والعمليات الخاصة، ورئيس أجهزة مدير الهيئة.
ولم تكشف وكالة الاستخبارات المركزية عن تفاصيل عمل هاسبيل، التي أطلقت عليها بعد وسائل الإعلام الأمريكية وصف “المرأة المرعبة”، لكن منظمة العفو الدولية قالت، في تقرير أصدرته حول انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم في العامين 2017 و2018، إن هذه المسؤولة أدارت عام 2002 بعثة CIA في تايلاند، حيث أقامت الوكالة آنذاك سجنا سريا.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن شخصين على الأقل تم اختطافهما من قبل الاستخبارات الأمريكية تعرضا في هذا السجن لعمليات تعذيب دورية أثناء هذه الفترة باستخدام “محاكاة الإغراق”.
وبعد ذلك تولت هاسبيل منصب كبير الموظفين في أجهزة مدير مركز مكافحة الإرهاب التابع لـCIA والمعني بتنفيذ برنامج الاعتقالات السرية، ومن العام 2003 وحتى العام 2005 ترأست جهاز الهيئة السرية لـCIA.
وشغلت هاسبيل منصب نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية، مايك بومبيو، في 7 فبراير 2017، وشمل مسؤولياتها جمع وتحليل المعلومات والتعامل مع الاستخبارات الأجنبية.
وحصلت هاسبيل على مدار مسيرتها الاحترافية في الاستخبارات على عدد من الجوائز من بينها جائزة جورج بوش للعمل على مكافحة الإرهاب، ووسام الجدارة، وكذلك جائزة شرف من الرئيس، التي تعتبر الأبرز في الخدمة المدنية الفدرالية.
وفي 7 يونيو 2017 طلب المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان من النيابة الألمانية إصدار أمر باعتقال جينا هاسبيل في إطار قضية تعذيب مشتبه بهم في الإرهاب، وكشفت وسائل إعلام أن السبب عائد إلى قصة العنصر في “القاعدة” المعروف باسم أبو زبيدة، الذي اتهمته الاستخبارات الأمريكية بتجنيد العملاء الجدد في التنظيم وتعرض لعمليات تعذيب 83 مرة على الأقل في سجن تابع لـCIA بتايلاند.
وفي تعليقه على تعيين هاسبيل لهذا المنصب، قال العميل السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية، إدوارد سنودن، إنها “كانت الحلقة المحورية في برنامج التعذيب وغطائه غير الشرعي”.
وأضاف سنودن: “اسمها كان في أمر صنف “سري جدا” وطالب بإتلاف التسجيلات المتعلقة بها لكي لا يراها الكونغرس. شيء لا يصدق!”.
وأعاد سنودن بالتالي إلى الأذهان تقارير إعلامية ذكرت أن هاسبيل تورطت عام 2015 في تدمير أشرطة فيديو حول تقنيات “استجواب مفرط” مع العديد من المعتقلين في تايلند.
المصدر: وكالات