مقتل خاشقجي.. من “موت إثر شجار” إلى الكشف عن “إبرة مخدرة”

مقتل خاشقجي.. من “موت إثر شجار” إلى الكشف عن “إبرة مخدرة”

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– في 20 أكتوبر/ تشرين الأول، أعلن النائب العام السعودي سعود بن عبدالله المعجب، أن تحقيقات النيابة أظهرت “حدوث شجار واشتباك بالأيدي مع الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، مما أدى إلى وفاته”، في القنصلية السعودية بإسطنبول. وفي 15 نوفمبر/ تشرين الثاني أعلنت النيابة أن “أسلوب الجريمة هو عراك وشجار وتقييد وحقن خاشقجي بإبرة مخدرة بجرعة كبيرة أدت إلى وفاته”.

الرواية الأولى للنيابة السعودية عن “موت” صدرت بعد 18 يوما من اختفاء خاشقجي إثر دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، وبعد نفي المسؤولين السعوديين لأن يكون خاشقجي موجودا داخل القنصلية وتأكيدهم أنه غادر بعد وقت قصير من دخوله.

تحدثت الرواية الأولى للنيابة السعودية عن “وفاة” جمال خاشقجي إثر “شجار واشتباك بالأيدي” مع الأشخاص الذين قابلوه بالقنصلية لإقناعه بالعودة إلى المملكة. بينما أفادت الرواية الثانية بأن “أسلوب الجريمة هو عراك وشجار وتقييد وحقن المواطن المجني عليه بإبرة مخدرة بجرعة كبيرة أدت إلى وفاته”.

وفي الرواية الثانية، قدمت النيابة مزيدا من التفاصيل عما توصلت إليه حول تنفيذ العملية، موضحة أن الإعداد لها بدأ قبل زيارة خاشقجي الأخيرة للقنصلية السعودية في إسطنبول.

زار خاشقجي القنصلية في 28 سبتمبر/ أيلول دون موعد مسبق لطلب وثيقة حول حالته الاجتماعية، وفقا لما ذكرته خطيبته التركية خديجة جنكيز، أما زيارته الأخيرة في 2 أكتوبر/ تشرين الأول، فكانت بموعد مسبق، لاستلام الوثيقة.

النيابة السعودية أعلنت، في روايتها الثانية، أن إعداد عملية خاشقجي بدأ “في 29 سبتمبر، عندما صدر أمر باستعادة المجني عليه بالإقناع وإن لم يقتنع يعاد بالقوة وأن الآمر بذلك هو نائب رئيس الاستخبارات العامة السابق (أحمد عسيري) الذي أصدر أمره إلى قائد المهمة”.

وبحسب الإعلان السعودي، شكل قائد المهمة “فريقا من 15 شخصاً لاحتواء واستعادة المواطن المشار إليه يتشكل من 3 مجموعات (تفاوضي، استخباري، لوجستي)، واقترح قائد المهمة على نائب رئيس الاستخبارات العامة السابق أن يتم تكليف زميل سابق له مكلف بالعمل مع مستشار سابق ليقوم بقيادة مجموعة التفاوض لوجود سابق معرفة له مع المواطن المجني عليه”.

وفي مؤتمر النيابة السعودية، قال شلعان الشلعان إن “نائب رئيس الاستخبارات السابق قام بالتواصل مع المستشار السابق لطلب من سيكلف بترأس مجموعة التفاوض، فوافق المستشار على ذلك وطلب الاجتماع مع قائد المهمة”، مضيفا أن “المستشار المذكور التقى قائد المهمة وفريق التفاوض ليطلعهم على بعض المعلومات المفيدة للمهمة بحكم تخصصه الإعلامي، واعتقاده أن المجني عليه تلقفته منظمات ودول ومعادية للمملكة، وأن وجوده في الخارج يشكل خطراً على أمن الوطن، وحث الفريق على إقناعه بالرجوع وأن ذلك يمثل نجاحاً كبيراً للمهمة”.

وذكر الشلعان أن “قائد المهمة تواصل مع أخصائي في الأدلة الجنائية بهدف مسح الآثار الحيوية المترتبة من العملية، في حال تطلب الأمر إعادته بالقوة وتم ذلك بشكل فردي دون علم مرجع الأخصائي المشار إليه”، مضيفا أن “قائد المهمة قام بالتواصل مع متعاون في تركيا لتجهيز مكان آمن في حال تطلب الأمر إعادته بالقوة”.

وتابع بالقول إن “رئيس مجموعة التفاوض تبين له بعد اطلاعه على الوضع داخل القنصلية تعذر نقل المواطن المجني عليه إلى المكان الآمن في حال فشل التفاوض معه، فقرر أنه في حال الفشل في التفاوض أن يتم قتله، وتم التوصل أن الواقعة انتهت بالقتل”.

وتوصلت النيابة السعودية من التحقيقات إلى أن “أسلوب الجريمة هو عراك وشجار وتقييد وحقن المواطن المجني عليه بإبرة مخدرة بجرعة كبيرة أدت إلى وفاته. وأن الآمر والمباشرين للقتل وعددهم 5 أشخاص اعترفوا بذلك وتطابقت أقوالهم”.

وعن مصير الجثة أوضحت النيابة السعودية أنه “بعد مقتل المجني عليه تمت تجزئتها من قبل المباشرين للقتل وتم نقلها إلى خارج مبنى القنصلية”، وقال إن “من قاموا بإخراج الجثة من القنصلية عددهم 5 أشخاص، ومن قام بتسليم الجثة إلى المتعاون المشار إليه هو شخص واحد”.

وأضاف أنه “تم التوصل إلى أن قائد المهمة قام بالاتفاق مع مجموعة التفاوض ورئيسهم الذين قرروا وباشروا القتل، القيام بتقديم تقرير كاذب لنائب رئيس الاستخبارات العامة السابق، يتضمن الإفادة بخروج المواطن المجني عليه من مقر القنصلية بعد فشل عملية التفاوض أو إعادته بالقوة”.

Post Author: Editor