هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
بعد أن مرت أفغانستان بأكثر الأسابيع دموية في الفترة التي تلت انتهاء الهدنة بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية، والتي جاءت خلال عيد الفطر المبارك، هناك توقعات بين الناس بأن الحكومة الأفغانية وطالبان ربما تتوصلان إلى هدنة جديدة خلال عيد الأضحى المبارك.
مجلس السلام الأعلى ومجلس العلماء في أفغانستان طلبوا من حكومة الوحدة الوطنية في البلد الدعوة إلى وقف لإطلاق النار خلال فترة العيد.
في الهجوم الأخير الذي حدث، الأربعاء الماضي، قُتل أكثر من 60 طالبا أفغانيا عندما دخل مهاجم انتحاري أحد الصفوف المدرسية في غرب كابول وفجر نفسه بين الطلاب المراهقين.
بعض شهود العيان قالوا إن أكثر من 100 طالب قتلوا في هذا الهجوم لكن الحكومة الأفغانية ربما لا تريد أن تجعل المأساة تبدو كبيرة إلى ذلك الحد. وفيما وصلت أكفان هؤلاء الطلاب الصغار، جميعهم تحت سن العشرين، إلى المقبرة لإكمال مراسم الدفن يوم الخميس، هاجم مقاتلون من حركة طالبان مركزا للشرطة الأفغانية في مكان لا يبعد كثيرا عن المقبرة.
رغم استمرار الحرب مع حركة طالبان على مدى أكثر من أسبوع في ولاية غزني، لم تستطع القوات الحكومية الاستيلاء على كامل المدينة. وحسب التقارير الرسمية، فقد تسببت المعارك الدائرة في غزني بمقتل أكثر من 400 شخص، ربعهم من المدنيين.
وقد أعلن تنظيم “داعش” عن تبنيه للعملية الانتحارية التي تمت في مدرسة غرب كابول، والتي ينتمي جميع طلابها تقريبا إلى قومية الهزارة الشيعية.
ويعرف الأفغان أكثر من غيرهم أن داعش هم مجموعة جديدة من طالبان قاموا بتبني هذا الاسم لنشر الرعب بين الناس، وفي نفس الوقت تستمر طالبان بالتفاوض مع الحكومة الأفغانية والولايات المتحدة فيما تقوم بقتل الأبرياء تحت اسم تنظيم “داعش”.
كان من المفترض أن يلقي الرئيس الأفغاني أشرف غني كلمة يوم السبت يخاطب بها الشعب ويعلن عن موقفه حول محادثات السلام واحتمال الدعوة إلى وقف لإطلاق النار، لكن الكلمة أُلغيت فجأة دون أي تفسير.
إن إقناع تسويق برنامج محادثات السلام إلى الشعب الأفغاني الذي يشهد كل يوم حوادث القتل والعنف عملية صعبة للغاية، خاصة وأن الجميع يعرفون أن هناك أيادي كثيرة تقف وراء طالبان حاليا وتدفع الحركة إلى متابعة هذه الحرب القذرة ضد الأفغان.
ومع وجود الكثير من القضايا الداخلية الشائكة، من القضايا الأمنية إلى ضعف حكومة الوحدة الوطنية، هناك أيضا عوامل خارجية تلعب دورا كبيرا في هذه الحرب بالوكالة التي تهدف لاستمرار زعزعة الاستقرار.
كانت إيران تدعم الحرب مع طالبان في 2001، كما كانت تدعم مع المجتمع الدولي جهود إعادة الاستقرار حتى وقت قريب.
هناك عدة تقارير تقول إن إيران تدعم حاليا تنظيم طالبان بهدف الضغط على الولايات المتحدة بسبب غضب إيران من انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران.
كما أن هناك تقارير أيضا عن نشاطات لدولة قطر في أفغانستان لمنافسة الدور السعودي هناك، خاصة بعد أن عقدت السعودية مؤتمر سلام للقوى الأفغانية في مكة مؤخرا. وبعدما قدمت قطر الدعم لحركة طالبان وفتحت مركزا للحركة في الدوحة، تقترح قطر الآن التوسط لعقد محادثات سلام بين طالبان والولايات المتحدة.
هناك تقارير أيضا تشير إلى أن كلا من حركة طالبان والحكومة الأفغانية وافقتا على وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى لكن مقاتلي طالبان لن يظهروا في المدن الأفغانية كما حدث حلال هدنة عيد الفطر.
ربما تعرف حركة طالبان أن الناس، الذين يندبون موت الكثير من الأطفال على يد طالبان الآن، سيقابلون مقاتليها بالرصاص والقمامة في حال جاؤوا إلى المدن الأفغانية هذه المرة، بعكس ما حدث في العيد الماضي عندما استقبلهم الناس بالورود والحلوى، إذ فقد الشعب الأفغاني ثقته بأي سلام مع طالبان.